1:58 مساءً
الأحد 17 مارس 2024
تقرير – محمود عجمي :
في قرية السلام بمحافظة أسيوط، يقف قصر أثري شاهدا على نقطة تحول في تاريخ الكنيسة المصرية. في إحدى الغرف البسيطة، ولد النذير جيد روفائيل قبل 101 عام، لكنه نشأ ليصبح البابا شنودة الثالث.
منزل من الطوب اللبن وجدرانه مليئة بالرسومات الغامضة والباب الخشبي المغطى بالغبار، يفتح أبوابه على ذكريات الماضي. هنا، في الطابق الثاني، ولد البابا شنودة، تاركًا بصمة لا تمحى على جدران الغرفة التي ضمت اللحظات الأولى من حياته.
ويطل المنزل على نهر النيل وهو شاهد على طفولة نظير الذي نشأ بين أزقة القرية الضيقة متأثراً ببساطة الحياة الريفية. اليوم، أبواب البيت مغلقة منذ سنوات، فيما تنتشر الشقوق في الجدران، حاملة معها رائحة الزمن.
ولا يزال المنزل صامداً أمام عوامل الزمن، ويرمز إلى روح البابا شنودة الذي لا يزال يعيش في قلوب أحبائه. وفي كل ذكرى لوفاته، يستذكر أهالي القرية ذكراه، ويستذكرون قصته وبساطته، ويسلطون الضوء على إرثه الذي سيبقى خالدا في صفحات التاريخ.
وفي عام 1954، اتخذ النذير نقطة تحول في حياته باختياره طريق الرهبنة، حيث أصبح راهباً واختار اسم “الراهب أنطونيوس السرياني”.
وبمرور الوقت ظهرت كفاءة وذكاء “الأب أنطونيوس”، فانتخب أسقفًا عام 1962 وبطريركًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية عام 1971.
واجه البابا شنودة تحديات كثيرة، لكنه استطاع أن يقود الكنيسة بحكمة ومهارة، ويحافظ على وحدتها، ويعزز دورها في المجتمع المصري.
قبل اثني عشر عامًا، رحل البابا شنودة، تاركًا وراءه إرثًا روحيًا هائلاً. واليوم، ومع اقتراب ذكرى وفاته، لا يزال منزله الريفي يحكي قصة طفولته وبداياته. منذ طفولته في قرية السلام، نشأ نذير وسط بساطة الحياة الريفية، متأثرًا بقيم التسامح والمحبة.