دريد لحام “يكوّع”:لو انتقدت النظام لانتشلتم عظامي من صيدنايا

ظهر الممثل السوري دريد لحام في أول مقابلة تلفزيونية له بعد سقوط نظام الأسد، قال فيها أنه لو تجرأ على نقد النظام السوري “لكنتم تخرجون عظامي من سجن صيدنايا”.

لحام (89 عاماً)، الذي يعد من أبرز نجوم الدراما السورية، وصف ما جرى بأنه “هروب” وليس سقوطاً، متعجّباً: “في أي بلد يمرّ بظرف خاص يطلع رئيس الدولة يحكي مع شعب. نحن تفاجأنا أنه هرب، ثم تبعه أخوه! تصوّروا! رئيس يهرب في اللحظات الحاسمة، اللحظات التي فيها البلد بحاجة لقيادة”.
وفي وصف لحجم القمع، قال لحام أن “فروع المخابرات في سوريا كانت أكثر من المدارس”، مستشهداً بتجربة شخصية مزعومة حين استدعي للتحقيق لمجرد إشادته بنظافة شوارع مونتريال الكندية، وهو ما اعتبرته المخابرات انتقاداً ضمنياً لدمشق. وأضاف: “بشار الأسد وزبانيته حولونا إلى الرأي الواحد. رأيهم وفقط”، واصفاً “التعديات الوحشية والممارسات اللاإنسانية على أصحاب الرأي الآخر” بأنها “غير ممكنة التخيل”.

وكان لحام طوال عقود رمزاً لفناني السلطة، واعتبرت أعماله الناقدة التي قدمها، رغم ذكائها، مجرد سياسة تنفيس برضى من حافظ الأسد ثم بشار الأسد شخصياً. فيما كان الفنان يكرر دعمه للنظام مراراً وتكراراً، وتحول بعد العام 2011 من فنان للشعب إلى محرض ضده، علماً أنه كان نموذجاً حاول تكراره فنانون آخرون من بينهم باسم ياخور، لكن الفارق أن لحام فعلاً، خصوصاً في التسعينيات كان يقول أشياء لم يكن بمقدور سوريين آخرين التصريح بها.

ومع اندلاع الثورة السورية، اتخذ لحام موقفاً معلناً بالانحياز للنظام السوري ورفض المعارضين الذين وصفهم مراراً بـ”المجرمين”، ولطالما وصف الرئيسين السابقين حافظ وبشار الأسد بأنهما مثقفان ومتنوران بعكس الشعب الجاحد، وزعم أن حافظ الأسد كان يحضر المسرحيات التي يقدمها، علماً أنه منذ عقود يتحدث السوريون عن العلاقة التي تجمع الفنان البارع بالنظام، ودور “غوار الطوشة” في تنفيس غضب الشارع عبر الكوميديا الناقدة، وهي علاقة منفعة متبادلة، حصل فيها لحام على الشهرة بإعطائه مساحة نادرة لتقديم فنه في المسرح والسينما والتلفزيون، تضمنت انتقادات للسلطة، مقابل الولاء وإعطاء انطباع زائف بوجود حريات وهامش للنقد في البلاد.

وخلال السنوات الماضية، قدم لحام تصريحات كثيرة تمجد الحلفاء الإيرانيين، خصوصاً المرشد الأعلى علي خامنئي، وأشاد بتدخل إيران في سوريا، الأمر الذي أثار استياء شريحة واسعة من السوريين الذين شعروا بخيانة لحام للقيم التي قدمها سابقاً في أعماله المسرحية الناقدة.
وبعد سقوط النظام توجه لحام بخطاب يدعو للوحدة الوطنية، ونشر مقطعاً مصوراً عبر صفحته الرسمية في “فايسبوك”، دعا فيه السوريين إلى الاحتفال سنوياً بسقوط النظام، مشدداً على أهمية نبذ الانقسامات الطائفية والسياسية والتوحد تحت راية الوطن. ولتعزيز هذا الخطاب، أرفق المقطع بلقطات من مسرحيته الشهيرة “كاسك يا وطن”، التي كانت تعبيراً فنياً عن معاناة المواطن السوري ورغبته في الحرية والكرامة. كما أشاد بالتغيرات التي شهدتها دمشق، متحدثاً عن أجواء السعادة التي لمسها في شوارع العاصمة، ومثنياً على سياسات “هيئة تحرير الشام” التي وصف تعاملها مع المواطنين بالمرونة والاحترام.

هذا النوع من التصريحات كان رائجاً بين الفنانين والإعلاميين الذين دافعوا عن النظام وغيروا موقفهم بسرعة كبيرة، فيما بات يطلق عليه تسمية “التكويع”، ومن بينهم أسماء مثل سوزان نجم الدين وشادي حلوة وكنانة علوش وعشرات آخرين.
وسخر السوريون من موقف لحام الجديد، وذكروه في تعليقاتهم بأنه كان يملك الخيار لتقديم موقف أخلاقي قبل 14 عاماً، وليس الانحناء للسلطة الجديدة لا أكثر بعد زوال مشغليه القدامى، وطالب آخرون بمحاكمة الأصوات التي دعت لقتل السوريين والتحريض ضدهم طوال السنوات الماضية، مهما حاولوا أعادة التموضع.

ظهرت في الأصل على www.almodon.com

Leave a Comment