ارتفع عدد قتلى الهجوم على سوق عيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ الألمانية، اليوم الجمعة، إلى 5، بالإضافة إلى 200 جريح، بحسب بيان لرئيس وزراء ولاية ساكسونيا راينر هاسيلوف.
ووصف المستشار الألماني أولاف شولتز، الذي زار موقع الهجوم، الهجوم بدوره بأنه “كارثة مروعة”، وأعرب عن قلقه إزاء الإصابات الخطيرة لنحو أربعين شخصا نتيجة عملية الدهس.
وأضاف: “لن نستسلم لأولئك الذين يريدون نشر الكراهية”، متعهداً بأن ترد ألمانيا “بكل قوة القانون” على “الهجوم المروع الذي أدى إلى إصابة وقتل العديد من الأشخاص” قرب عيد ميلاد المتطرف القاتل. . هجوم 2016 على سوق عيد الميلاد في برلين.
ودعا شولتز إلى “الوحدة الوطنية” في وقت تهتز فيه ألمانيا جدل واسع النطاق حول الهجرة والأمن بينما تتجه البلاد نحو الانتخابات في فبراير المقبل.
“من المهم أن نبقى متحدين كدولة، وأن نبقى معًا، وأن نربط أذرعنا، وألا تكون الكراهية هي التي تحدد تعايشنا المشترك، بل حقيقة أننا مجتمع يبحث عن مستقبل مشترك”. قال شولز. قال.
وأعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فايزر أن منفذ الهجوم، الذي قاد السيارة التي دهست الحشد، هو طبيب سعودي “مناهض للإسلام”. وردا على سؤال الصحفيين حول دوافع المهاجم، قالت الوزيرة خلال تفقدها لموقع الهجوم، إن “الشيء الوحيد” الذي يمكنها تأكيده حاليا “هو أنه معاد للإسلام”، بناء على الآراء التي يعبر عنها.
وقال المدعي العام هورست فالتر نوبينس أيضًا إن التحقيق لا يزال مستمرًا، لكن “يبدو أنه في خلفية الجريمة… قد يكون هناك استياء من الطريقة التي يُعامل بها اللاجئون السعوديون في ألمانيا”.
وكثفت شرطة برلين تواجدها في أسواق عيد الميلاد بالمدينة بعد هجوم ماغديبورغ.
بدوره، أعلن روني كروج، مستشار مدينة ماغديبورغ لشؤون النظام العام، أن سوق عيد الميلاد في المدينة سيظل مغلقا، مؤكدا أن “عيد الميلاد في ماغديبورغ قد انتهى”، بحسب ما نقلته إذاعة ألمانيا المركزية (MDR).
وذكرت وزارة الداخلية أيضًا هذا الصباح أنها قررت تنكيس الأعلام في المباني الرسمية في ولاية ساكسونيا، وعاصمتها ماغديبورغ، تكريمًا للأشخاص الذين قتلوا في الهجوم.
يشار إلى أن سوق عيد الميلاد في برلين شهد هجوما بشاحنة عام 2016، أدى إلى مقتل اثني عشر شخصا وإصابة الكثيرين.
ماذا نعرف عن المهاجم؟
وقال حاكم ولاية ساكسونيا، راينر هاسيلوف، إن الشرطة الألمانية ألقت القبض على طبيب سعودي زُعم أنه قاد سيارته إلى سوق عيد الميلاد في ماغدبورغ، مما أسفر عن مقتل عدة أشخاص وإصابة آخرين.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن المشتبه به في الهجوم هو طبيب سعودي يبلغ من العمر 50 عاما، وصل إلى ألمانيا عام 2006 وحصل على وضع اللاجئ. كما عمل أيضًا في منطقة ساكسونيا أنهالت، التي تقع عاصمتها ماغديبورغ على بعد 160 كيلومترًا من برلين.
وقال هاسيلوف إن الرجل، الذي عرفته وسائل الإعلام المحلية باسم “طالب”، “تصرف بمفرده”.
وقال هاسيلوف إن دوافع الجاني لا تزال غير واضحة، “لأنه لم يكن معروفا لدى الشرطة باعتباره متطرفا إسلاميا”، بل ونشر آراء على وسائل التواصل الاجتماعي تندد بمخاطر “الأسلمة”، بحسب وسائل إعلام ألمانية.
وذكرت وسائل الإعلام أن “المشتبه به له علاقات باليمين المتطرف في ألمانيا، وكان معروفا بين المهاجرين السعوديين، كما ساعد طالبي اللجوء، وخاصة النساء”.
كما ذكرت وزارة الداخلية الألمانية أن منفذ الهجوم على سوق ميلادي في ألمانيا كان “معاديا للإسلام”.
والمملكة العربية السعودية هي أول من علق على الهجوم
وفي أول تعليق لها على الحادثة، أدانت وزارة الخارجية السعودية حادثة الدهس والفرار التي وقعت في أحد أسواق مدينة ماغدبورغ الألمانية.
كما أعربت الوزارة عن “تضامن السعودية مع الشعب الألماني وأسر الضحايا” عبر منصة “إكس”، مؤكدة “موقف المملكة الرافض للعنف”.
ولم تعلن السعودية أي معلومات عن المشتبه به.
تواصلت الإدانات الدولية حيث أعربت الأمم المتحدة عن صدمتها إزاء الهجوم الذي وقع في مدينة ماغدبورغ الألمانية وأدى إلى مقتل وإصابة العشرات.
وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن تعازي الأمم المتحدة لأسر الضحايا وحكومة وشعب ألمانيا، وتمنى للجرحى الشفاء العاجل.
من جهتها، أدانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الهجوم على سوق عيد الميلاد في ماغدبورغ، ووصفته بأنه “عمل وقح وجبان”.
وأعربت فون دير لاين عن تعازيها لأسر الضحايا، وشكرت الشرطة وعمال الإنقاذ على جهودهم وشددت على ضرورة التحقيق في هذا الهجوم ومعاقبة المسؤولين عنه.
كما أدان الرئيس الأمريكي جو بايدن الهجوم ووصفه بأنه “حقير”. كما أعرب الرئيس البولندي أندريه دودا عن صدمته إزاء الهجوم، وقدم تعازيه لأسر الضحايا وتمنى للجرحى الشفاء العاجل. ووصفت وزارة الخارجية البولندية في بيان لها الهجوم بأنه حول الأعياد من وقت فرح إلى مأساة.
أما تركيا، فطالبت عبر وزارة الخارجية بمحاسبة الجناة “أمام المحكمة”.
وأدانت الأردن ‘حادثة الدهس’ ووزارة الخارجية، عبر
كما أدانت مصر “حادث الدهس والفرار”، وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها استنكارها لما وصفته بكافة أشكال العنف والإرهاب. وأدان الأزهر الحادثة، وأكد أن “الاعتداء” وترويع الناس، بغض النظر عن ديانتهم أو معتقداتهم، هو “جريمة بشعة” وانحراف عن كافة التعاليم الدينية والقيم الإنسانية والأخلاقية.