- Author, سوزانا قسوس وليلى بشار الكلوب
- Role, بي بي سي نيوز عربي
-
يحتفل العالم في الثامن من مارس/آذار بـ”يوم المرأة العالمي”، إذ يستذكر العديد إنجازات النساء وكفاحهن بالحصول على حقوقهن في مختلف أرجاء العالم.
لكن يأتي هذا العام في ظروف قاسية في غزة وسط القتال المستمر بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي عقب هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول في العام الماضي.
يوم المرأة هذا العام، بالنسبة لنساء غزة، يأتي في ظل قتال شرس في كل أنحاء القطاع، فبالإضافة إلى انعدام الأمان، هناك نقص في أساسيات الحياة كالغذاء والإمدادات الطبية والمستلزمات الصحية.
منذ بدء الحرب الحالية في غزة، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 9 آلاف إمرأة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، التي تقول أيضاً إن أكثر من 60 ألف امرأة حبلى تعاني من سوء التغذية في القطاع.
في هذا التقرير، تروي لنا بعض النساء من قطاع غزة قصصاً من حياتهن اليومية وسط استمرار القتال وكيف أثرت عليهن وعلى عائلاتهن.
“حياتنا ما أحلاها كانت قبل الحرب”
تعمل علا أبو ورد، 27 عاماً، منسقة مشاريع في جمعية لحماية المرأة والطفل، كانت تتابع نحو 70 مريضاً من مرضى الأمراض المزمنة، وتساعدهم في تنظيم حياتهم والحفاظ على نظام حياة صحي، وتعنى بأنشطة دعم المرأة في الجمعية، كما كانت بصدد تنفيذ مشروع أطروحتها لدرجة الماجستير في علم الوبائيات.
كانت علا تسكن مع عائلتها في منزل جديد انتهوا من بنائه مؤخراً. كان منزلاً من ستة طوابق “مبسوطين عليه، وارتحنا، وكان أبوي معنا، وأمي بتقرر تعمل عمرة، ومقررين نسافر بشهر مارس/ آذار على مصر للسياحة”، تخبرنا علا.
وتضيف: “حياتنا ما أحلاها كانت قبل الحرب، كنّا مصدومين إلى أي درجة كانت حياتنا ماشية، شكلنا يومها حسدنا حالنا، أجت الحرب ودمرت كل شي”.
كانت علا قد أنجزت الجزء الأول من بحثها، وتأمل أن تبدأ بتنفيذه والانتهاء منه في هذه الفترة تقريباً، أي في بداية مارس/ آذار. “أبوي فرحان بي ومبسوط، وبحكي هاي بنتي اللّي مخلصة ماجستير.. بس أبوي مش موجود الآن، لا خلّصت ماجستير، ولا أبوي انبسط، وأبوي راح استشهد الله يرحمه، قنصوه”.
“بتطلع على حياتي، كله راح… مش طبيعي”
تغيّر كل شيء في صباح السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، “صحينا لقينا صواريخ بتطلع، انصدمنا قلنا إيش في”، استمرت الحرب أكثر بكثير مما كانت تتوقع علا، “حكينا أسبوع أسبوعين بتخلّص.. لكن كل شي بدأ يتدهور”.
قُصف منزل العائلة الجديد في جباليا، ولجأت علا وعائلتها إلى منزل أخيها، حيث عاشت هناك مع 12 شخصاً، ثم لجأت مرة أخرى إلى منزل أخيها الآخر حيث أقام 17 شخصاً، ثم إلى منزل أنسبائهم، ثم إلى مدرسة فإلى منطقة مستشفى الشفاء حيث عاشت العائلة في منزل مهجور، قبل أن تختار العودة مرة أخرى إلى منزلها الأول، الجديد، المُدمّر.
خلال هذه الرحلة، اعتقل أحد إخوة علا عندما كانت العائلة في منطقة مستشفى الشفاء. تقول إنّ العائلة لم تعرف شيئاً عن مصير أخيها وعائلته، لذا قرر والدها الذهاب إلى بيت لاهيا، بعد انتشار شائعات عن خروج الجيش الإسرائيلي منها. “فأبوي قال بروح أطمئن وبرجع آخذكم كمان يومين، أبوي راح وما رجعش.. مش طبيعي هذا اسمه كابوس، كابوس حرفياً”.
بعد أن قُتل والد علا، “حسينا إنه خلص ما رح يصير شيء أكثر من هذا”.
عادت علا إلى العمل، تقدّم الدعم النفسي للأطفال، كما تحاول كتابة أبحاث، لكنّ انقطاع الاتصالات يصعّب المهمة، بالإضافة لصعوبة الوصول إلى الاحتياجات الأساسية.
تقول علا: “مبارح والله متت من الجوع.. أكلت ليمون وحطيت زيت وملح وسكر.. أكلتهم كلهم على أساس أسد جوعي وأنام”.
وتتساءل: “يعني مش عارفة كيف البني آدم بده يعيش بهيك بلد. حتى ما في أمل، أنا صرت بس بدي أخلّص، بدي أجمع 5 آلاف دولار وأطلع فيهن”. إلا أنها في ذات الوقت قلقة على من سيتبقى من أهلها إن استطاعت هي الخروج من القطاع.
وعن كيفية تدبير أمور حياتها اليومية، تقول علا: “هينا عايشين في بيتنا الآن الحمدلله، ما في أكل، نعيش ونحاول نرجع لحياتنا قبل الحرب”. وتضيف: “جربت الشعورين أنا، الجوع والعطش. مش عارفة مين أسوأ… بس عن جد الحياة صعبة”.
وعن أبرز الصعوبات التي تواجهها حالياً، تقول علا إنّها لا تملك أيّ خصوصية، حتى الاستحمام. “أنت على الأقل بحاجة للاستحمام لمرة واحدة في الشهر بعد فترة الدورة الشهرية للتطهر. عندما كنا في منطقة الشفاء، كان الاستحمام سعره غالي جداً، لأنه ما في مياه.. أنت باقية مين عشان تتحمي!”
وتضيف الأمر جداً محرج بالنسبة للمرأة في مجتمع عربي. “الست بتخجل تحكي، هذا على صعيد الناس المتعلمين، فما بالك بالفئات الأخرى؟… في كثير معيقات، بتموتي وأنت عايشة هان”.
“كانت لحظات صعبة جداً جداً تحت القصف”
“حياتي قبل الحرب كانت مليانة شغف وتطوير للذات وحب للتعلم”، تقول آلاء مسعود، 27 عاماً، وهي مدربة رياضية ومصورة فوتوغرافية، كانت تسكن في جباليا، إلّا أنها نزحت وعائلتها في الأسبوع الأول من الحرب إلى الجنوب.
وتستذكر آلاء رحلة نزوحها إلى مركز الإيواء في مدرسة دير البلح الإعدادية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين/ الأونروا، وتضيف: “كانت لحظات صعبة جداً جداً تحت القصف والخطر، ابتداءً من أول لحظة نزوح حتى وصلنا إلى مركز الإيواء”.
نزحت العائلة في 13 أكتوبر/ تشرين أول عند الواحدة والنصف ظهراً في سيارة شحن، “كانت مغطاة بشادر بس أنا ما رضيت نتحرك إلاّ لما جبت سكين ومزعت الشادر خوفاً من إنه لو مش مكشوف ممكن يعتبروه هدف!”
تقول آلاء، إنه خلال الرحلة التي شاركها فيها نحو 40 شخصاً، قُصفت عدة أماكن وأشياء في الطريق – شارع صلاح الدين، منها مصنع وأرض زراعية وسيارات. “كانت وراء سيارة الشحن بسيارة أو سيارتين. راح فيها شهداء كثير” قبل أن تصل في النهاية، إلى دير البلح.
تعيش آلاء اليوم مع أهلها، وأختها وزوجها، وأختها الأخرى وابنها، وهم 11 شخصاً، في خيمة داخل ساحة مدرسة، وتقول عن حالها اليوم: “حياتي باهتة جداً. ما فيها أي مشاعر إيجابية، فقدنا الأمل والشغف، بطلنا قادرين نعمل شي”. وتضيف: “بنصحى وبنحكي منيح إنه صحينا وننام ونحكي يا رب نصحى”.
في بداية نزوح العائلة إلى دير البلح، عانت آلاء من صعوبات توفير المستلزمات الأساسية، خاصة الماء النظيف. “أول فترة كنا نشتري مياه معدنية ولكن بعد شهر ونصف بطلنا قادرين على التكاليف”، فاتجهت العائلة للحصول على الماء بملئ العبوات من “تنكات المياه”- أي البراميل.
أما بالنسبة للطعام، فقد كان متوفراً في الشهر الأول من الحرب، لكن بدأت الأسعار تزداد، وبعد نحو ثلاثة أشهر “صارت اصناف معينة تتخبى وتطلع بسعر خيالي!”.
وبسبب عدم توفر الوقود لجأ النازحون لاستخدام الحطب للطبخ، تقول آلاء إنّ البعض كان يستخدم أكياس بلاستيكية وورق واسفنج وأشياء أخرى. “كانت رائحة الدخان خانقة وقاتلة”.
وعن الصعوبات التي تواجهها النساء خلال الحرب، تقول آلاء إن أهمها هو انعدام الخصوصية وصعوبة توفر حمام نظيف، وعدم وجود مكان مناسب لتبديل الملابس، والتعامل مع فترة الدورة الشهرية وما يلزمها.
تضيف: “تخيلي في خمسة حمامات لألف شخص!”، تقول إنّها تعرفت على جيرانٍ لجأت إليهم في البداية للذهاب إلى حمام منزلهم، “بعد شهر حسينا إنه الأمر ثقيل”. لذا عملت مجموعة من النساء على تشكيل لجنة للاهتمام بنظافة الحمامات “لكن على الفاضي”، حتى قررت العائلة فصل جزء من الخيمة واستخدامه كحمام بالأدوات المتوفرة.
تقول آلاء عن حياتها قبل الحرب “كناّ في بيت حلو، ودائماً حوالين بعض، وعايشين بشكل مرتاح نوعاً ما، فجأة صارت الحرب وتشتتنا، وفقدت كل مصادر دخلي”.
وعند سؤالنا آلاء عمّا إذا كانت العائلة تملك خيار العودة إلى منزلها قالت: “ما أخدنا معنا إلاّ كل واحد قطعتين ملابس، من أول يوم ما قدرنا نرجع نجيب أي شيء، في حروب سابقة كنّا نروح ونرجع على البيت نجيب أغراض، بس هالحرب ما قدرنا نرجع نهائياً”.
شاركتنا مقطع فيديو صوّره أقاربهم في الشمال “بيتنا تم تجريف الأراضي حوله، وصار في دمار جزئي، وهو الآن تقريباً غير صالح للسكن”.
“رأينا مشاهد لم نر مثلها قبل ولن ننساها أبداً”
سالي كانت في مدينة غزة، ونزحت خمس مرات، توجهت بالبدء إلى جنوب الوادي مع زوجها، وبناتها الثلاث، وأكثر من 40 شخص من أهلها لمنزل عمتها.
نزحوا لشقة بها 80 نازحاً وأخذوا مساحة من الحديقة التابعة لأصدقائها وظلوا هناك لأكثر من 80 يوماً.
“رأينا مشاهد لم نر مثلها قبل ولن ننساها أبداً. مناظر قاسية جداً لأطفال مقطعة رؤوسهم وسيدات حوامل متن هن وأجنتهن. شيوخ وأسر بأكملها أُبيدت. الشهداء عبارة عن عائلات كاملة”.
واجهوا صعوبات أبرزها الاستهداف والقصف الذي يتكثّف ليلاً ووقت غروب الشمس.
تسترجع قصة النزوح قائلة: “كانت التجربة سيئة جداً. أنا نزحت في قطاع غزة 5 مرات. من حي الرمال إلى وسط المدينة، إلى النصيرات ووصولاً إلى رفح. كنت أظن أنني سأعود لبيتي. لم آخذ معي شيئاً”.
المواصلات خلال النزوح شكّلت رعباً وتوتراً إضافياً. تقول: “خوف… رعب… توتر، خصوصاً التنقل والنزوح في الليل. خرجنا حاملين قطعة أو اثنتين من الملابس. نحضر الأكل على الحطب والنار”.
تنظر سالي في المرآة فلا تتعرف إلى الشخص أمامها، فقد تغيرت تفاصيلها وشكلها.
“أنت نائم في غرفة فيها أكثر من 30 شخصاً. فلك أن تتخيل مشهد الاكتظاظ. لا يوجد خصوصية والحمام نستخدمه – بالدور”.
استخدمت سالي 80 يوماً الحمار كوسيلة للتنقل بين المناطق في القطاع في الجو البارد والماطر. “كل هذا الوقت وأنت تستقل الحمار لحتى تموت من البرد”.
وبعد مرور 80 يوماً، أخلت سالي النصيرات ودير البلح مع أسرتها. “أعاني الآن من مشاكل صحية الآن ولا توجد معدات طبية لمعرفة ما يحدث لي”.
سالي الآن مع أسرتها في مدينة رفح.
“في رفح، تشعر بالغربة، فأنت بعيد، على الحدود”.
“أنا نزحت على منطقة مخيم الشابورة في رفح وبقيت لمدة أسبوع في إسطبل للحيوانات، لأنه ما في مكان. وهذ الكم الهائل من النازحين لم تتحملهم المساحة الصغيرة في الجنوب. أمضينا أسبوعاً في الإسطبل بدون حمام، بدون مياه نظيفة، فكنا نضطر لأن نذهب إلى مكان ثان بعيد لتدبير أمورنا ونعود إلى الإسطبل”.
ذوو سالي نزحوا جنوباً أيضاً، إلى شرق معبر رفح. الوضع هناك أيضاً ليس آمناً، لكن لا خيار آخر لهم.
يبيتون أهلها في مكان تصفه بـ”الأقرب إلى زريبة الحيوانات” مليء بالحشرات والزواحف.
“بتكون نايم في مكان كله رمل وكرتون مافيش أصلاً فراش ولا أغطية وبرد كتير. جو صحراوي يشبه جو صحراء سيناء. فأولادنا ونحنا مرضنا كثيرا. نسينا موضوع الأكل الصحي والنوم الصحي والحمامات الصحية. أنت لست بحمام أنت في مكان سيء جداً ورديء ويفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة والآدمية. لكنك مضطر. ناهيك عن القصف من كل مكان”.
تروي أن بناتها الثلاث بصفة عامة يعشن حالة خوف، ولكن ابنتها الوسطى كاندي، كانت الأكثر تأثراً. “كاندي تخاف كثيراً وهي متوترة طوال الوقت. دائما تضع يديها على أذنيها أول ما تسمع صوت القصف. أنا أخاف أن يحدث لها شيء. ظهر بهاق في قدمها بسبب الخوف والقلق. لا نستطيع أن نتركها لوحدها، عندما يخرج أحدنا من المنزل، نحرص أن يبقى شخص معها. كنت أضع لها سماعات على أذنيها في البيت لكي لا تسمع صوت القصف والانفجارات، لكن دون جدوى”.
“أكثر شيء نخاف منه هي الأحزمة النارية لأنها ترج كل الدنيا”، تنهي كلامها.
“لا شيء أصبح يصلح للحياة هنا. الموت حوالينا بكل مكان”
الصحفية ناهد أبو هربيد، 36 عاماً، تقول إنها كانت تعيش حياة عادية قبل الحرب.
تعمل ناهد صحفية في قناة الكوفية الفلسطينية وكانت تعمل سابقاً مراسلة لقناة 218 الليبية وقناة الرسالة السعودية.
“كانت حياتنا جميلة ونعيش كباقي الفلسطينيين رغم قسوة الظروف والواقع الأليم في قطاع غزة إلا أننا اعتدنا على هذا الواقع. ولكن حياتنا انقلبت رأساً على عقب منذ السابع من اكتوبر، هجرنا من منازلنا التي تعبنا في بناؤها”.
ناهد من شمال قطاع غزة تحديداً من مدينة بيت حانون، التي “دمرت بالكامل وسويت بالأرض”.
هي يتيمة الوالدين وأخوتها محاصرون في شمال قطاع غزة، حيث يعانون من القصف والجوع.
كانت ناهد تقيم في منطقة تل الهوا غربي مدينة غزة، “كان لي بيت جميل تعبت جداً لأحصل على هذا البيت، إلا أن آلة القصف دمرته بالكامل وسوته بالأرض. لا شيء أصبح يصلح للحياة هنا. الموت حوالينا بكل مكان”.
نزحت ناهد من غزة ومن ثم إلى مدرسة إيواء في المغازي. اجتاح الجيش المغازي، ونزحت مرة أخرى إلى دير البلح وسط قطاع غزة.
تستذكر ناهد نزوحها رغماً عنها من المكان الذي كانت تعيش فيه وتقول “بدلاً من بيت دافىء، أصبحنا في خيمة شديدة البرودة لا تقينا حتى من برد الشتاء والرياح الشديدة التي تخلع الخيمة من جذورها ونبقى في مهب الريح”.
تحمل ناهد وطأة اللحظات الصعبة بـ”قلب مليء بالحب والإصرار”.
“عين على حياتي والعين الأخرى تراقب آهات شعبي الموجوع، مع محاولة نسج آمال في قلب هذا السياق الصعب، فتحديات اليوم تزيد من قوتنا وتضيف لقصة صمودنا، لنصبح رمزاً للقوة والصمود في وجه الظروف الصعبة ومع تلك الظروف والتي تجلب معها ألماً عميقاً، حيث يتداخل الخوف على أحبائنا بقوة مع حنين الأم لسلام يومها”.
تضيف “باتت أحلامنا تتأرجح بين رغبة قلوبنا في الأمان وواقع مليء بالرجع والفقدان، فتكون كل دمعة لديها نصراً على اليأس، وكل ابتسامة تروي قصة صمود لا تنكسر”.
وبعد خمسة أشهر منذ بدء الحرب، تصف ناهد وضعها النفسي بالقول: “لا مشاعر لنا من هول المشاهد والوجع والألم والدمار وأصوات القصف. كنا في بداية الحرب نبكي ونتألم. والآن بعد مرور خمسة أشهر أصبحت قلوبنا قاسية، نشتهي أن تنزل دمعة واحدة لنستطيع أن نفرغ ما بداخلنا. قلوبنا تحجرت من هول ما نراه”.
تعيش ناهد الآن في خيمة برفقة صديقات ولا ترتقي للحياة الكريمة، كما تقول، مضيفة: “تمرّ علينا أيام لا نأكل شيئاً سوى الماء غير الصالح للشرب، ولكن مجبرين. نأكل حبات تمر نستطيع أن نكمل يومنا بها. أصعب شيء مررت به أنني وحيدة، ولا أب ولا أم ولا أحد معي في هذه الحرب. الخوف كان سيد الموقف ولكن استمريت وأصررت على تكملة رسالتي الإعلامية”.
“ما نتيجة كل هذه المقابلات؟”
لم يكن من السهل الوصول للنساء في غزة، حتى من وصلنا إليهم، لم يكن من السهل عليهم مشاركة هذه التفاصيل الشخصية معنا، بعضهن تساءلن: “ما نتيجة هذه المقابلات؟”، خاصة وأن “العالم يرى ويسمع بالفعل ما يحدث”، فما الذي يمكن أن تضيفه هذه المقابلات أو تفعله، تنتهي الرسالة بالقول: “نحن نكتب منذ 20 عاماً وأربع حروب، ولم يتغير شيء”.
ظهرت في الأصل على www.bbc.com