- Author, حيدر أحمد
- Role, صحفي بي بي سي عربي – بغداد
احتفل المسلمون في العراق، سواء كانوا “سنة أو شيعة”، هذا العام بعيد الفطر بشكل موحد بعد سنوات من عدم الاتفاق في تحديد رؤية الهلال.
حيث تعتمد مرجعية النجف المتمثلة بالمرجع الأعلى السيد علي السيستاني، وهو المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق والعالم، في ثبوت رؤية هلال شهر شوال على العين المجردة، ولا تعتمد على استخدام “التلسكوب” المستخدمة كثيرًا في المراصد الفلكية في بعض دول العالم الإسلامي.
حيث يُلزم السيد السيستاني مقلديه بأن يكون صيام شهر رمضان وعيد الفطر مبنيًا على رؤية “الهلال الذي يظهر على الأفق المحلي بشكل قابل للرؤية بالعين المجردة، وأما ما لا يُرى إلا بالأدوات المقربة فلا يُصلح أن يُعتمد كمرجع للناس عامة”.
وقد يختلف المرجع السيستاني حتى مع بعض مراجع الدين الشيعية الأخرى سواء في العراق أو العالم، ولكن هذا الاختلاف بحسب رجال دين فهو “اختلاف فقهي”، حيث تؤمن مرجعية السيستاني “بوحدة الأفق”، ما يعني أنه إذا ظهر الهلال على خط واحد فإن كل الدول التي تقع على هذا الخط تعتبر رؤية الهلال موحدة فيها، أما بعض المراجع الدينية الشيعية الأخرى فتؤمن بتعدد الأفق، أي “إذا ظهر الهلال في أي خط من خطوط الأفق تعتبر رؤية الهلال موحدة في كل الخطوط”.
هذا الأمر يُسبب اختلافًا في مواقيت صيام شهر رمضان أو إفطار شهر شوال بين المسلمين في العراق، سواء كانوا سنة أو شيعة، وهذا الأمر يعود على بقية أشهر السنة في التقويم الهجري القمري أو التقويم الإسلامي.
أما المسلمون السنة في العراق، فيعتمدون في رؤية هلال عيد الفطر/ شهر شوال على إعلان “الهيئة العليا لمراقبة ثبوت الرؤية الشرعية للهلال”، وتضم هذه الهيئة كبار الفقهاء والعلماء السنة، ويعتمدون في رؤيتهم للهلال على معايير شرعية وفلكية، ويستخدمون التلسكوب للتأكد من ذلك.
ويعتبر هذا العام مميزًا للعراقيين كافة، حيث صادف أنّ الإعلان عن أول أيام عيد الفطر كان موحدا، بعد سنوات طويلة من الاختلاف وعدم تحديد ثبوت رؤية الهلال.
كيف يتم تحديد موعد عيد الفطر في مختلف أنحاء العالم؟
ويؤدي تضارب ثبوت الرؤية إلى انقسام الدول بل وسكان البلد الواحد وحتى أفراد الأسرة الواحدة أحيانا في بدء الصيام ونهايته.
ويتبع الدين الإسلامي التقويم القمري، بناء على مراحل القمر. إذ يكون شهر رمضان في تاسع شهر قمري، وفي كل سنة يتقدم كل شهر من التقويم القمري بحوالي 11 يوماً عن موعده في السنة الشمسية السابقة، ومثل بداية رمضان ، يبدأ العيد مع أول رؤية للهلال.
وباتباع التقويم القمري، يصوم كل مسلم في فصول مختلفة (وبالتالي لديه فترة صيام يومية طويلة وقصيرة) تدور على مدى حوالي 33 عاما من حياته.
ويصادف عيد الفطر اليوم الأول من الشهر العاشر في السنة القمرية (شوال)، ولكن في الإسلام هناك جدل حول متى يبدأ الشهر.
وبينما تتبع بعض الدول تقويما قمرياً ثابتا، تستخدم أخرى الحسابات الفلكية للإعلان عن ولادة هلال جديد، غير أن غالبية المسلمين يحتفلون ببداية الشهر الجديد فقط بعد رؤية هلال واضح في السماء.
وعادة ما يرصد الهلال، مسؤولون من الجهات الدينية في الدولة، وليس الأفراد الذين ينظرون إلى السماء بأنفسهم.
ظهرت في الأصل على www.bbc.com